لا ندري ما الذي يريد الأحمر فعله حتى يحقق الفوز في مباراة الملحق الأخير ونحن فيها بأمس الحاجة إلى هدف يرد أنفاسنا ويطيب خواطرنا وخواطر الجاليات الأجنبية التي زحفت إلى الملعب الوطني لتساند نجومنا ولكنها خرجت بخيبة أمل بعدما تفنن نجومنا بإضاعة الفرص السهلة التي كانت واحدة فقط كفيلة بتتويجنا في مرحلة الذهاب ليسهل طريقنا في رحلة الإياب ولكن خفقت قلوبنا وتوقف نبضها وخصوصا في فرص ثلاث هي الأغلى والاثمن ما بين عشر فرص مؤكدة بدءا من فرصة حسين علي في الدقيقة 2 وكرة سيدمحمد عدنان القريب من المرمى ولا أحلى ولا أغلى من كرة سلمان الذي مر من حارس المرمى وجون ينتظر هديته أمام المرمى ولكن سلمان لعبها في القائم الأيسر لتتحسر القلوب وتذرف الآهات بالقهر.
وخرج النيوزيلنديون وكأنهم الفائزون بعدما ذاقوا وبال الطقس الحار بالنسبة إليهم وويلات الفرص الضائعة ليستعيدوا انفاسهم من جديد إلى رحلة الإياب بعدما نفذوا بجلدهم وكانوا يستحقون الخسارة ويستحق منتخبنا الفوز عن جدارة ولو بهدف ولكن هذا حال الكرة ويجب على نجومنا أن يتناسوا مباراة اليوم ويعدوا لرحلة الإياب فالأمل والحلم مازال موجودا وبإذن الله سيتحقق هناك ويعود بالاستقبال الكبير من قبل الشعب الكريم. نقولها من أعماقنا شكرا لجماهير الخليج الذين تجشموا عناء السفر ليساندوا نجومنا بحناجرهم التي لم تتوقف عن التشجيع وخصوصا أبناء الكويت الأعزاء الذين ذكرونا بأيام الأزرق الذهبية وأيضا نشكر جماهيرنا الوفية التي كانت دائما على العهد والوعد في الحضور ولكن نقول لها ترقبي الحلم وآماله بعد شهر من مباراة اليوم وستخرجين بإذن الله لتستقبلي نجومك العائدين بالبطاقة المونديالية العالمية وشكرا للجاليات الأجنبية لوقوفها معنا بالأمس.
الشوط الأول
لم يقدم الفريقان العرض المتوقع منهما خلال الشوط الأول وغابت عنهما الفنيات والاستراتيجية التكتيكية وكان الخوف واضحا عليهما من الهدف البكر إذ لعب كل فريق بكثافة عددية في الوسط لكي لا يعطي أحدهما للآخر المساحة والفرصة بصناعة الكرات الهجومية وان كان منتخبنا الوطني الأكثر وصولا لمرمى النيوزيلنديين ولكنه لم يستفد من هذه الكرات التي حصل عليها بالتقدم على أقل تقدير ولو بهدف.
لعب منتخبنا الوطني بطريقة 4/4/2 المعتادة والتي لعب بها في مباراة السعودية ولم يغير في المراكز بهدف أن يلعب محمد حبيل أمام عمر وعايش أمام سلمان بأن يقوم حبيل وعايش بدور الدفاع من الوسط إلى جانب سالمين وجلال لتكون التغطية بإحكام عند المرتدات النيوزيلندية السريعة فيما أعطى عمر وسلمان العودة إلى الدفاع مع الإمكان في الانطلاقات الهجومية ولكن ما حدث أن حبيل وعايش التزما جيدا بدورهما في مساندة جلال وسالمين في الوسط ولكن غابت الانطلاقة الهجومية من الطرفين إلا ما ندر.
لجأ منتخبنا في بعض أوقات الشوط إلى إرسال كراته العالية والطويلة نتيجة الدفاع المحكم للنيوزيلنديين الذين لعبوا بطريقة 3/4/3 في الهجوم تتحول إلى 5/4/1 في الدفاع فأوجد صعوبة لمنتخبنا في الاختراق من العمق أو حتى من الطرفين وبالتالي صار يلجأ إلى إرسال كراته الطويلة والعالية التي كانت كلها في قبضة الدفاع المنافس لقوته الجسمانية والطول الكبير. أما جيسي جون وحسين علي فلم تصلهما الكرات الجاهزة بالصورة المطلوبة وصارا يجتهدان بتحركات فردية للحصول على الكرات ومن ثم الاختراق عبر التوغل فحصلا على بعض الكرات التسديدية والتي بدأها جون في الدقيقة 20 ومرت بجانب القائم الأيسر ومن كرة جميلة تهيأت أمام المرمى طار لها سيدمحمد عدنان المتقدم برأسه ولكنها مرت عنه إلى خارج المرمى عند الدقيقة 25 وفي الدقيقة 26 حصل حسين علي على كرة حاول أن يسددها في المرمة ولكنها خرجت بجانب القائم الأيمن. دفاع منتخبنا في العمق سيدمحمد عدنان وحسين بابا لم يختبرا بصورة واضحة لانعدام الكرات الخطرة للفريق الضيف فكانا متماسكين وجيدين ومنتبهين ومتفاهمين في إبعاد الكثير من الكرات الخطرة.
أما الفريق النيوزيلندي فلعب بطريقة 3/4/3 في الحالة الهجومية تتحول إلى 5/4/1 في الدفاع وكان واضحاَ أنه يلعب بدفاع المنطقة المحكم الذي لم يعط لوسطنا ولا لأطرافنا الفرصة ولا المساحة للانطلاقة أو للتمرير فكان تواجده في الحال الدفاعية فاعلا ولكن لم تكن كراته الهجومية ذات فاعلية وغابت عنها السرعة مع أنه حصل على الكثير من المساحات الفارغة في وسط الأحمر ولكن كان مترددا كثير ا في الاندفاع الهجومي خوفا من المرتدات السريعة لمنتخبنا. الأهم لديه كان يكمن في إغلاق منطقته الدفاعية مع أنه كان يحول طريقته في الهجوم إلى 3/4/3 لتكون الكثافة العددية أكبر ومع ذلك لم يستفد منها في كراته المرتدة وكان بطيئا في تطبيقها ما أعطى منتخبنا الفرصة في القضاء عليها. ولم تكن له خلال الشوط الأول أية فرصة خطرة إذ كان دفاعنا لها بالمرصاد الصارم. الفريق النيوزيلندي كان يعاني من عمق دفاعه ولكن منتخبنا لم يستفد من هذه السلبية لعدم وجود الصانع الذي يلعب خلف المهاجمين او ان تكون الكرات العرضية ذات خطورة فعلية.
سيطرة حمراء مطلقة
شوط بحريني بكل المقاييس إذ استطاع الأحمر أن يفك شفرات الدفاع النيوزيلندي في أكثر من مرة ووصل لمرماهم ولكن غابت عنه اللمسة الأخيرة إذ بدأ في الدقيقة 2 من كرة حصل عليها حسين علي مواجها للمرمى أراد أن يلعبها فوق الحارس ولكنه لعبها خفيفة حصل عليها الحارس وفي الدقيقة 4 من كرة عرضية لعبها سلمان أمام المرمى لتجد محمد حبيل الذي أطاح بها بعيدة عن المرمى وفي الدقيقة 9 من كرة عرضية لعبها سلمان أيضا أطاح بها جون إلى خارج المرمى وفي الدقيقة 13 من تسديدة مباغته أطلقها فوزي عايش أبعدها حارس المرمى إلى ركنية وفي الدقيقة 25 من كرة ثابتة نفذها سيدمحمد عدنان بإتقان ولكنها خرجت فوق العارضة بقليل وتأتي الفرصة الثمينة التي أضاعها سلمان عندما مر من الحارس النيوزيلندي ولعبها ولكن ارتطمت بالقائم الأيسر إلى خارج الملعب وكان عليه لعب الكرة عرضية لجون المتواجد وحيدا أمام المرمى في الدقيقة 31 وتبعها محمد حبيل عندما أطلق كرة صاروخية جانبيه أبعدها الحارس المتألق إلى ركنية في الدقيقة 33.
هذه الأفضلية لم تمنح منتخبنا التقدم ولو بهدف كان يستحقه خلال مجريات هذا الشوط بعدما لعب بالكرات الأرضية القصيرة عبر تواجد اللاعبين فيما بينهم استطاع من خلالها الفريق من التوغل عبر عمق الدفاع المهزوز ومر لاعبونا اكثر من مرة فأضاع حسين علي فرصة لا تضيع وكذلك سلمان عيسى فرصة العمر قبل استبداله. الفريق النيوزيلندي لم يغير من أسلوبه ولكن اجبره منتخبنا إلى التراجع كثيرا في منطقته وصار فريقنا يتفنن في إضاعة الفرص أمام المرمى فيما تألق الحارس في إبعاد الكرات الصعبة عن مرماه. الفريق النيوزيلندي خلال هذا الشوط لم يحصل على الخطورة إلا مرة عند الدقيقة 30 من تسديدة لعبها سميلتز في الزاوية البعيدة ولكنها مرة من القائم الأيسر بسلام. في الدقيقة 40 ومن كرة عرضية لعبها محمد حبيل لجون الذي لعبها قوية ارتطمت بدفاع النيوزيلنديين إلى خارج المرمى. في الدقيقة 41 يزج المدرب بآخر أوراقه علاء حبيل بدلا من جون لعل وعسى أن تكون في قدمه كرة الإنقاذ الأخيرة ولكن الوقت القصير الذي لم يتعد 5 دقائق فقط لم يسعفه ولكن كانت تحركاته جيدة وكان يحتاج إلى الوقت الأكثر لكي يدخل جو المباراة. وكاد يفعلها محمود عبدالرحمن من ثابتة قوية اخترقت الحائط البشري صاروخية مرت فوق العارضة بقليل في الوقت بدل الضائع.
عموما كان منتخبنا الوطني في هذا الشوط الأفضل في كل شيء ووصل لمرمى نيوزيلندا من كل الجهات ولكنه أضاع طريق المرمى. ويبقى الأمل مؤجلا إلى يوم آخر من رحلة الإياب المقبلة في نيوزيلندا التي نأمل من نجومنا أن يعودوا منها بالبطاقة المؤهلة إلى النهائيات بإذن الله.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الأربعاء سبتمبر 08, 2010 8:24 pm من طرف ملاك
